لمحة تاريخية عن الدوري السعودي
البداية
كانت السعودية من أوائل الدول الخليجية التي عرفت رياضة كرة القدم حيث تأسس أول منتخب لها في الخمسينات وجاءت مشاركته الدولية الأولى في دورة الألعاب العربية عام 1957 في بيروت.
فترة الستينات شهدت محاولات عديدة لتنظيم بطولات محلية وكان هناك بطولات المناطق التي يتنافس أبطالها في نهائي الدرع، حيث توج حينها الأهلي بلقب أول نسخة عام 1969 بفوزه في النهائي على الإتفاق.
الدوري السعودي ينطلق
انطلق الدوري السعودي بشكل رسمي في منتصف السبعينات وكانت أبرز الفرق في أعوامه الأولى أندية الهلال والأهلي والنصر.
وشهد الدوري في بداياته مشاركة عدد من المحترفين الأجانب المميزين مثل البرازيلي ريفيلينيو والتونسيان تميم الحزامي وطارق ذياب، بالإضافة إلى مدربين عالميين مثل البرازيليين ديدي وماريو زاغالو. كما شارك المنتخب السعودي خلال تلك الفترة في تصفيات كأس العالم دون أن ينجح في بلوغ النهائيات.
المنتخب السعودي بطلاً لآسيا
في بداية الثمانينات دخلت فرق أخرى في المنافسة وحققت لقب الدوري السعودي مثل الإتحاد مع المدرب البرزيلي شيزينو والإتفاق مع المدرب الوطني خليل الزياني الذي قاد فيما بعد المنتخب السعودي إلى أول لقب قاري في تاريخه بفوزه في نهائي كأس أمم آسيا عام 1984 على الصين 2-0.
وخلال تلك الفترة كان قد صدر قرار بمنع الأندية من استقدام اللاعبين الأجانب من أجل إعطاء اللاعبين المحليين فرصة لتطوير إمكانياتهم والمشاركة بشكل أكبر في المباريات.
النصر في مواجهة الهلال
ومع منتصف الثمانينات بدأت حقبة التنافس المثير بين النصر مع لاعبين مثل النجم الشهير ماجد عبد الله والهلال مع نجوم مثل يوسف الثنيان وعبد الرحمن يوسف وسامي الجابر، مع تواجد أيضاً لنادي الاتفاق الذي أضاف لقباً جديداً مع المدرب الزياني.
إنجازات المنتخب تتواصل
ونجح المنتخب السعودي خلال تلك الفترة في الدفاع عن لقب كأس أمم آسيا بفوزه على كوريا الجنوبية بركلات الترجيح، في المباراة النهائية التي أقيمت في الدوحة عام 1988.
وكان مدربه خلال تلك البطولة هو البرازيلي المخضرم كارلوس ألبرتو باريرا.
كما شهد عام 1989 حدثاً تاريخياً بتحقيق المنتخب السعودي للقب كأس العالم للناشئين في اسكتلندا بفوزه في المباراة النهائية على أصحاب الأرض بركلات الترجيح، ليصبح أول فريق عربي يحقق لقب لبطولة ينظمها الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
الشباب في القمة
نادي الشباب كان النادي الأبرز في بداية التسعينات مع نجوم مثل فهد المهلل وسعيد العويران والحارس الشهير سعود السمار.
وشهدت تلك الفترة تغيير نظام البطولة إلى نظام المربع الذهبي واطلق عليها اسم "كأس خادم الحرمين الشريفين" حيث تلعب الأندية الأربعة الأولى في نهاية الموسم بنظام خروج المغلوب من دور نصف نهائي ثم دور مباراة نهائية.
كما تم السماح من جديد بالاعتماد على لاعبين أجانب بدءاً من موسم 1992/1993 وتم تطبق نظام الاحتراف على اللاعبين المحليين.
إنجازات قارية
في عام 1992 أصبح نادي الهلال أول نادي سعودي يحقق لقب كأس الأندية الأسيوية الأبطال بفوزه في النهائي على الاستقلال الإيراني بركلات الترجيح.
السعودية تخطف الأضواء في كأس العالم
وشهد عام 1994 إحدى أهم الأحداث في تاريخ الكرة السعودية عندما شارك المنتخب الأول في نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، مسجلاً نتائج مبهرة على ملاعب الولايات المتحدة فخسر مباراته الأولى بشرف أمام المنتخب الهولندي 1-2، قبل أن يحقق الفوز على المنتخب المغربي 2-1 بهدف من كل من سامي الجابر وفؤاد أنور.
وأنهى الفريق مشواره في الدور الأول بفوز تاريخي على المنتخب البلجيكي بهدف لا ينسى حمل توقيع سعيد العويران الذي راوغ نصف لاعبي الخصم بانطلاقة ساحرة من منتصف الملعب قبل أن يسجل ببراعة في شباك الحارس ميشيل بيردوم، مذكراً الجميع بهدف مارادونا الشهير في مرمى المنتخب الإنكليزي بكأس العالم عام 1986.
بعدها بعامين واصل المنتخب السعودي تألقه وحقق لقب كأس أمم آسيا للمرة الثالثة في تاريخه بالفوز في المباراة النهائية على صاحب الأرض المنتخب الإماراتي بركلات الترجيح.
عودة "العالمي"
من جهة أخرى، نجح نادي النصر السعودي في تحقيق لقبين متتاليين في الدوري خلال منتصف التسعينيات بفضل تألق نجمه وهدافه ماجد عبد الله، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي يحقق فيها فريق "العالمي" لقب الدوري حتى يومنا هذا.
الهلال والإتحاد بدون منافس
أما على الصعيد المحلي فكانت تلك الفترة بداية منافسة ثنائية مطلقة على لقب الدوري السعودي بين فريقي الهلال والإتحاد، حيث تبادل الفريقين الفوز بلقب الدوري على مدار ثماني مواسم متتالية بدءاً من موسم 1995/1996 حقق خلالها الهلال اللقب ثلاث مرات، بينما توج الإتحاد بخمسة ألقاب منها ثلاث ألقاب متتالية – 98/99 و99/00 و00/01.
الشباب يكسر السيطرة
وفي موسم 2003/2004 نجح الشباب تحت قيادة المدرب البرازيلي زي ماريو في كسر السيطرة الهلالية الاتحادية محققاً لقب الدوري للمرة الرابعة في تاريخه.
ولكن الهلال عاد لمنصة التتويج في الموسم التالي تحت قيادة المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا محققاً اللقب العاشر في تاريخه هذه المرة بالفوز في المباراة النهائية للمربع الذهبي على حامل اللقب الشباب.
وثأر الشباب لنفسه في موسم 2005/2006 محققاً لقب البطولة بالفوز علي الهلال في المباراة النهائية 3-صفر.
الإتحاد يعود للمنافسة
وعوض الإتحاد فقدانه للألقاب المحلية خلال تلك الفترة بتحقيقه لقب دوري أبطال آسيا مرتين متتاليتين "2004 و2005".
ثم جمعت المباراة النهائية لموسم 2006/2007 بين الهلال والإتحاد ونجح الأخير في الفوز بهدفين مقابل هدف واحد ليحرز اللقب السابع في تاريخه.
إلغاء المربع الذهبي
وبدءاً من موسم 2007/2008 الغي نظام المربع الذهبي، وتم اعتماد نظام الدوري من دورين فقط وتتويج المتصدر بلقب الدوري.
وكان أول بطل هو نادي الهلال الذي انتزع اللقب في الرمق الأخير من الموسم بفوزه في المرحلة الأخيرة على المتصدر الإتحاد 1-0، ليتعادل معه في النقاط برصيد 48 نقطة، ويتفوق عليه فقط بفارق المواجهات المباشرة.
أما بطل الموسم الماضي 2008/2009 فكان فريق الإتحاد بقيادة المدرب الأرجنتيني غابرييل كالديرون ومع قوة هجومية ضاربة ممثلة في لاعبين مثل محمد نور ونايف هزازي والمغربي